بعد صمت وغموض طويلين.. بوريطة يؤكد استمرار الأزمة الديبلوماسية مع ألمانيا
كشفت مُخرجات لقاء لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مع المستشارين البرلمانيين، عن استمرار الأزمة الديبلوماسية مع ألمانيا، حيث قال الوزير أن العلاقات مع برلين "تحتاج إلى عمل ومجهود، وفق منطق يراعي الوضوح والمعاملة بالمثل".
وجاء هذا التصريح من بوريطة في تقرير وُزع على البرلمانيين يوم السبت الأخير، خلال لقاء مُغلق قدم فيه الوزير مشروع ميزانيته لسنة 2022، وأضاف فيه بأن "علاقات المملكة المغرب مع الدول الأوروبية شهدت خلال سنة 2021، تطورا ملفتا"، وقدد "مكنت من إعادة تقييم شامل للعلاقات الثنائية مع جل الدول الأوروبية، استعداد لمرحلة ما بعد الجائحة".
وأشار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن "المملكة المغربية حافظت بشكل إيجابي، على مبادلاتها التجارية مع مختلف شركائها الأوروبيين، مراهنة في ذلك على الثقة التي تتمتع بها كشريك اقتصادي متميز للاتحاد الأوروبي".
ويُعتبر التصريح المتعلق بألمانيا، هو الأول من نوعه من طرف وزير الخارجية المغربية منذ شهور طويلة، شابت فيها العلاقات بين برلين والرباط صمتا وغموضا جعل معرفة طبيعة العلاقات الثنائية صعبة المنال، بالرغم من أن كل المؤشرات تدل على أن الأزمة مستمرة.
وبإشارة بوريطة إلى أن العلاقات مع ألمانيا "تحتاج إلى عمل ومجهود"، فهذا يعني أن العلاقات الثنائية لم تصل بعد إلى نقاط تفاهم، على غرار ما حدث في الأزمة بين الرباط ومدريد، خاصة أن المغرب لازال مقاطعا تعاونه مع السفارة الألمانية في الرباط.
وكان المغرب قد أعلن في مارس الماضي عبر وزارة الخارجية قطع جميع العلاقات والاتصالات مع السفارة الألمانية في الرباط وكافة المؤسسات الألمانية التي تنشط في المغرب، دون أن يقدم أي توضيحات في البلاغ الأول، ثم أعقبه بلاغ أعلن فيه بأن الموقف المغربي ناتج عن مواقف ألمانية تتعارض مع المصالح العليا للمملكة المغربية، من بينها قضية الصحراء.
واستدعت ألمانيا السفيرة المغربية في برلين زهور العلوي، للاستفسار عن هذه الخطوة المغربية، معلنة بأنه لا يوجد أي سبب لقطع العلاقات الجيدة بين المغرب وألمانيا، إلا أن مباشرة بعد هذا الاستدعاء دخلت العلاقات في مرحلة جمود مستمرة إلى الآن.